من البرلمان إلى المطبخ.. إشاعة "الدقيق المخلوط" تكشف أزمة الثقة في المؤسسات المغربية
أثار تصريح برلماني مغربي حول "الدقيق المخلوط بالأوراق" ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبره كثيرون إشاعة خطيرة تمس الأمن الغذائي وثقة المواطنين في مؤسسات المراقبة والجودة. وبينما لا تزال السلطات الرسمية تلتزم الصمت، يطرح الرأي العام أسئلة حقيقية حول حدود المسؤولية والمحاسبة، خصوصاً حين يصدر مثل هذا الادعاء من نائب في البرلمان المغربي.
برلماني يطلق "قنبلة" إعلامية دون دليل
صمت رسمي مثير للقلق
عندما تتغيّر العدالة بتغيّر الموقع
عدد من المهنيين والفاعلين الإعلاميين علّقوا على المفارقة الواضحة: لو أن صحافياً أو مراسلاً محلياً هو من نشر هذا الخبر، لكان اليوم يواجه المتابعات وربما التهديدات. لكن حين يكون صاحب الإشاعة برلمانياً ينتمي إلى "حزب الدولة" ومسنوداً من "الفوق"، تمرّ الأمور بلا مساءلة ولا اعتذار، هذه الازدواجية في التعامل مع القضايا الحساسة تُضعف صورة المؤسسات المنتخبة وتُفقد المواطن ثقته في جدوى المحاسبة.
الأمن الغذائي خط أحمر
إن المساس بثقة المواطن في جودة الدقيق والخبز ليس أمراً بسيطاً، لأن الأمن الغذائي أحد أعمدة الاستقرار الاجتماعي. لذلك، فإن التحقيق الشفاف والبلاغ الرسمي السريع ليسا رفاهية إعلامية، بل واجب وطني، وعلى الجهات الوصية أن تتحرك فوراً لتوضيح الحقائق، لأن استمرار الغموض يضرّ بصورة المغرب داخلياً وخارجياً.
دعوة إلى المحاسبة والوضوح
ينتظر الرأي العام المغربي من البرلمان ووزارة الفلاحة فتح تحقيق رسمي في الموضوع، وتحديد المسؤوليات، وتقديم توضيح علمي وإداري حول حقيقة ما قيل عن “الدقيق المخلوط بالأوراق”، كما يطالب كثيرون البرلماني المعني بتقديم اعتذار علني للمغاربة عن التسرّع في إطلاق تصريحات تمسّ قوتهم اليومي وثقتهم في الدولة.

تعليقات
إرسال تعليق